لا ترم النفايات إلا في أماكنها المخصصة






جملة رددت كثيرا وكتبت كثيرا في شكلها الغير صحيح قواعديا وتطبيقيا, في الأحياء والأزقة في محافظة كركوك التي تنام وتصح على مستنقعات من النفط. أليست هي  أغنى مدينة بالعالم كما يدعون.
تلال النفايات أصبحت مشهدا مألوفا نراه أينما ذهبنا أو مكثنا, أما عمال التنظيف رغم بأسهم الشديد يضحكون  ويركبون السيارات المخصص للنفايات وفي أيديهم المعاول ويرتدون ملابس العمل الزرقاء متسخة ويتكلمون بصوت عال.
 والحديث يطول ليصل إلى مفترق الطرق العامة وأمام المستشفيات والدوائر والمؤسسات الحكومية وحتى بقرب دوائر البلدية وأقسامها حيث فاضت الحاويات بالأنقاض التي تفوح منها رائحة نتنة, وفاظ في نفوس البعض من الناس مسؤولية المواطنة الحقيقية,  أضحوا من خمولهم يرمون النفايات بجنب الحاويات ولا نلتمس سببا مبررا لذلك والمشهد مقرف جدا لا يليق بمجتمع متحضر يرنو إلى الكثير من التقدم ويعول عليه الوطن الجريح.  وهنا يتضح دور الإعلام بشكل مباشر إذ ساهمت قناة (تركمان ايلي) بهذه المبادرة وهي ضمن عملها المهني أكيد.
حيث عرضت مشهدا يفتقر للموضوعية الفنية الإعلانية. تدور قصة المشهد برعم جميل بعمر الزهر يحاول ان يرمي كيسا من النفايات في الحاوية وهي تعلوه مما يصعب عليه رميها في الحاوية. فإذا بشاب تجاوز الثلاثين من عمره يأخذ كيس النفايات منه بمشهد باهت لا يمت بأي صلة للتمثيل أو الجرأة الفنية. فيطلب من الطفل الانصراف ليضع الشاب كيس النفايات بجنب الحاوية وكأنه مقدم على عمل جلل, وإذا بشيخ كهل يناديه ويؤنبه ويعاتبه لهذه العملة  ويقف الشاب مذهولا وعيناه متشنجتان تروحان وتجيئان سابلا يديه وينصت خاشعا ثم يبدأ الشيخ وهو يبحلق به بإلقاء محاضرته كأنها محاضرة في علم الذرة أو الطاقة النووية ويبتسم الشاب بسذاجة محركا رأسه بازدراء وتظهر عليه معالم الدهشة والانبهار لما استمع وكأته تعلم درسا جديدا لمواجهة ومواكبة العالم المتطور والمتغير خلال لحظات.
اويعقل أن يتعلم هذا الشاب طريقة التعامل مع حاوية النفايات. إذن كم يحتاج هذا الشاب والشباب الآخر ليعوا حجم الانحلال والضياع الذي عشناه ونعيشه الآن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق