الحراك الاجتماعي الكويتي في القصة القصيرة






كتاب قيم جدا لايمكن لمن يقرأه إلا ويبدي إعجابه الشديد به كما وهناك طرح جديد تتناوله الدكتورة(العلي) من خلال ماتقدمه في الدراسة فهي لم تقف عند العرض والوصف بل اتبعت التحليل والنقد والموازنة مع قصص أخرى. ما يجعل القارئ يلج عالم القصة القصيرة في الكويت (المتواضع). كما ويشد القارئ أيضا الطباعة الأنيقة والجودة الإخراجية فتصميم الغلاف بمنتهى الدقة والحرفية ونوع وحجم خط الكتابة يمكن قراءته بشكل يسير وواضح. تضع الكاتبة صورة لها في أسفل وسط الغلاف تظهر العفوية الجميلة للصورة, تؤكد إبداع الكاتبة الكبيرة. في أعلى الغلاف وعلى جهة اليمين بخط اسود مائل كُتِبَ (مجانا مع دبي الثقافية) وهذه إشارة إلى ان الكتاب ضمن حقوق دار الصدى للنشر والطباعة أغسطس 2010.
المدير العام ورئيس تحرير دبي الثقافية (يوسف المري) يفتتح الكتاب بمقدمة. منها اخترت ((المنطقة في الحقيقة بحاجة إلى المزيد من أمثال هذه الدراسات النقدية التي تسلط الضوء على أدب منطقة الخليج, حيث تندر الدراسات النقدية والأدبية, كما ان القلم النسائي الخليجي لم يأخذ حظه حتى الآن, ولا بد من إفساح المجال أمام الأصوات النسائية للتعبير, لا عن قضايا المرأة وحدها بل عن كل ما يهم المجتمع وإلا فسنظل ندور في ذات الحلقة المفرغة من المطالبات بتمكين المرأة وإعطائها حقوقها)) مقال اخر للسيد (نواف يونس) مدير التحرير يقول فيه: ((الكاتبة الناقدة د.(فاطمة العلي) سجلت ريادتها على مستوى الأدب النسوي في الخليج العربي عموما والكويتي خصوصا, بإصدارها رويتها الأولى "وجوه في الزحام" في العام 1971)) أما المقدمة التي تفتتح الدكتورة كتابها ففيها استعراض وشرح وافٍ عن الكتاب.ثم تقسم دراستها إلى خمسة فصول الفصل الأول: محور الحاضرة والبادية من حيث البيئة الطبيعية في الكويت تنقسم الى بحر وصحراء وعلى حافة البحر والصحراء تنهض المدينة ومن ثم تتكون لدينا ثلاث بيئات: البدوية والبحرية والمدنية.
الفصل الثاني: محور الكويتي والبدون والوافد. وهذا الفصل يتعمق في العلاقات الاجتماعية والعقائد المتوارثة وتأثيرها في السلوك وفي بنية المجتمع, وانعكاس هذا كله على فن القصة القصيرة. شكلا ومضمونا.
الفصل الثالث: محور ما قبل النط.. ما بعد النفط. وتقوم القسمة في هذا الفصل على عامل الزمن بعكس الفصلين السابقين الذين يعتمدان على القسمة المكانية والعرقية.
الفصل الرابع: محور الحراك الجديد في الكتابة النسائية. ولم يكن الهدف في هذا الفصل ان نخصص مادته للإنتاج الأدبي للكاتبات الكويتيات فحسب دون الرجل, وان كان للكاتبة التي أنتجتها المرأة وجود أقوى إنما أردنا ان ندلل على أمرين: ان قضية المرأة وما تعانيه من إجحاف قد نالا أهمية واضحة من أقلام الرجال والنساء الأمر الذي اهتمت به مادة هذا الفصل الأمر الأخر ان أقلاما نسائية استطاعت في إطار الشكل القصصي ان تجدد ديباجة القصة القصيرة في الكويت, وان تضيف الى الجهود التي سبق بها الكُتاب من الرجال.
الفصل الخامس: محور الظواهر الفنية. وفي هذا الفصل ركزنا كما تقول المؤلفة (العلي) على إبراز الظواهر الفنية الأساسية التي لاحظنا وجودها في الفصول السابق وفي غيرها. لم يكن موقف العرض والوصف فقط, إنما اتبعنا ذلك بالتحليل والنقد والموازنة مع قصص أخرى واهتممنا بقياس درجة كاتب نفسه ومدى عكوفه على تغذية هذا المحور أو ذاك بتتبع ما كُتِب في مجموعاته المختلفة.
وتختم الدكتورة (فاطمة) ((ثم تأتي الخاتمة لتكرس لأهم ما وصلنا إليه من أراء وأفكار ونتائج في مختلف الفصول)).
الفصل الرابع ص145 وبتحليل متقن تقدم الدكتورة شرحا علميا عن الأمراض النفسية التي تصيب أهل المدينة ولا تصيب أهل البادية أو القرية : ((فنحن نعرف ان المجتمعات البسيطة كالريف والبادية لا يصاب الناس فيها بالأمراض النفسية لان الجهد العملي والانغماس في الواقع يدفع عنهم شر هذه الأمراض, وكذلك يتدخل الإيمان القدري ليجعل من كل شيء اختيارا من الله يجب تقبله والاجتهاد في تجنب أضراره, أما في مجتمع المدينة ومجتمع الحضارة ومجتمع الثروة فان مصادر المرض النفسي متعددة, وفي هذا المناخ توجد العيادة النفسية, ومن ثم يمكن ان نتقبل قصة تعرض لهذا النموذج ولهذه المشكلة ثم نتقبل الحل الذي تأتي به والذي يحتل موقع لحظة التنوير ويتم به التغلب على الجانب السلبي في الشخصية التي تسترد عافيتها, وبهذا تحقق القصة هدفها التعليمي والتنويري))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق