برنامج (اكو فد واحد) يروج للنكات الإباحية


برنامج اكو فد واحد

ترتسم ملامح السرور والابتهاج، إذا ذكرت اسم برنامج (استراحة الظهيرة)! الذي اسر قلوب الآلاف من المشاهدين إذ كانت له شهرة المدوية وصداه السع وذكرى طيبة في قلوب من تابعه. عُرض في حقبة التسعينيات, من تقديم نجوم الكوميديا الكبار, أمثال (محمد حسين عبد الرحيم, عزيز كريم وأمل طه) بأسلوب عفوي ساخر, استعرضوا المواضيع الآنية المهمة, وقدموها بطريقة فنية متقنة, إلى نكات بكلمات جميلة تمتع السامع وتؤنسه بهدف كوميدي واضح, ويمكن ان تشاهده جميع العائلات العراقية  بمختلف الأعمار, دون أن يمس أو يخدش حياء المشاهد.
أيقنت خلال مشاهدتي لحلقات برنامج (اكو فد واحد), الذي يعرض على قناة السومرية, بأنه لم تبق برامج كوميديا هادفة, ولم يبق نجوم كبار لإعداد وتقديم البرامج الكوميديا في العراق, وتوارى النقد الهادف لكبار النقاد,  ولم نعد نسمع قوانين صارمة تردع وتقف بحزم لمن يروج لهذه البرامج السقيمة, التي أصبها الوهن والضعف. لان البرنامج وضيوفه تخطوا كل الخطوط الحمر, وتجاوزا كل حدود الأدب, في التعامل مع المشاهد بالحس الأدبي والفكري الفني, نكات تقال على الهواء مباشرة دون رقيب أو حسيب أو الاهتمام بما يخدش مسامع المشاهد وعندي الدليل من كم النكات الهائلة بالأصوات التي نزلت على مسامعنا كما الأسواط. وأستطيع أن اثبت ذلك حيث لم يتردد لا المعد الشاعر (صباح الهلالي) والمقدمان (ياسر سامي ووليد منعم) ولا (باسم البغدادي) بالتأني بذلك ولم تبق كلمة بذيئة واحدة بينهم وبين الحياء, الذي يخجل المرء قولها مع نفسه لا على الهواء مباشرة وأمام الناس.
من هذه المهازل التي قيلت (المقدحة, الماعز, النركيلة والتلقيح) ولم يستثنوا الدين في نكاتهم إذ قال الشاعر (صباح الهلالي) نكته عن شهر رمضان المبارك غير مكترث لقدسية هذا الشهر. ومن النكات  المقرفة والمشينة والتي يندى لها الجبين عن الصراصير وعن المرافق الصحيحة. وما زاد الطين بلة ما تحدث به (باسم البغدادي) عند الدخول في حوار حاد وبما يسمى التحشيشة حيث قال:(اكو واحد يشتغل بلاع) فأجابه (صباح الهلالي) (بلاع هي غير الكاع محظورة جان كلتها) يعني الى هذا الحد وصل الاستهتار والاستهزاء بالمشاهد العراقي لا والاستخفاء به وبكرامته.
 ما يحز بالنفس هو ما صرح به الشاعر صباح الهلالي عندما سؤاله عن البرنامج: (أن كل برنامج جديد لابد ان يواجه انتقاد ولم نقدم شيء من عالم الخيال هو موجود بين الشباب والبنات لكن عندما  يكون عام وعلى الشاشة الجمهور يراه صعب، مشيرا  إلى ان كادر  العمل قام  بتخفيف بعض النكات لان الانتقادات تأثر اذا كانت سلبية او ايجابية)"واستدرك قائلاً (نحن نريد ان نزرع البسمة في وجوه العراقيين لان جميع مايقدم من برامج كلها سياسية والشعب يريد بعد عناء عمل وهموم ان يبتسم ولو قليلاً ونحن في كل حلقة سنخفف مايقدم من النكت الجريئة) بهذه السطحية والابتذال يمكن ان تزرعون الابتسامة الساذجة على وجوه المشاهد.
من يتحجج ويتذرع بأنه إعلام جديد وهذه ثورة إعلامية حديثة, ويصف المنتقدين ورؤيتهم المدروسة لهذه البرامج بأنها رجعية ومتخلفة, وان الإعلام الغربي قد تجاوز كل هذه العراقيل. اذكر فقط حاثة المغنية التي كشفت عن طريق الخطأ عن صدرها ذلك التصرف أشبعته وسائل الإعلام الأمريكية المقروءة والمرئية نقاشا ، وهجوما ضاريا طال المغنية ، واعتبره البعض سلوكا متعمدا ، استحقت على إثره المغنية التوبيخ والهجوم والتقريع ، حيث اعتبر عملها مشينا وتسبب بالإساءة إلى المشاهدين وإلى الأطفال على وجه الخصوص.
يمكن في زمن ضاع التقييم وانزوى الكبار لأنهم قد أضاقوا الأمرين مما سمعوا وشاهدوا, وأصبحت وسائل الإعلام لمن هب ودب, لذلك صال وجال الدخلاء على الإعلام بمهازل كانت ولاتزال مستمرة في صراع مع البقاء للبرامج الساخرة السطحية.

هناك 4 تعليقات:

  1. برنامج اكثر من رائع واعاد الضحكة للعراقيين
    كافي بطلوا حسد وغيرة

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. برنامج رهيب وهو افضل برنامج نكات بالعالم والحلو بي بس العراقيين يفهمون النكات وهذا صباح ههههههههه رهيييييييييييييييييييب يموتني ضحك خخخخخخ

    ردحذف
  4. لا فض فوك ايها الناقد العزيز وحقيقة موضوع يستحق النظر فيه كثيرا لان مسامع المشاهدين اعز من كل ما موجود في عقلية صباح الهلالي وامثاله التائهين ... ولا تنسى الاناء ينضح بما فيه وهذه اخلاق صباح الحقيقية ..........

    ردحذف