نسفت عبارة (بس بس ميو) لأغنية الشاب (محمد سالم) (قلب قلب وين وين) الجديدة جهودُ أغنية كادت أن تكون من أجمل أغنيات العام 2010 أو حتى العامين الأخيرين لأننا لم نستمع إلى ما هو جديد ومبهر في الأغاني العراقية.
الأغنية ذائعة الصيت في جميع الأماكن والأوقات رددها الصغير قبل الكبير في الشوارع ومحلات الباعة المتجولون في الأزقة والأحياء العامة، والجامعات والمعاهد والمدارس. لعلها الشيء الوحيد الذي اتفق العراقيون على ترديده في هذا البلد الجريح. وأقول: (نسفت) في ديباجة مقالتي هذه. أي أن المطربين والفنانين العراقيين ينقصهم إدارة أعمال قديرة وقادرة على خوض غمار المنافسات العربية على الأقل. وبالنظر إلى المطربين (ملحم زين أو يارا) ونجاحاتهم تملئ الدنيا بفترة قياسية قصيرة ومحترمة، ما معناه هناك إدارة أعمال كبيرة صارمة تقف خلفهم. وإلا ما ينقص الملحن (نصرت البدر) والشاعر (ضياء الميالي) كي يصبحوا نجوما كما هو الحال مع الملحنين والشعراء العرب الشباب أمثال (هشام بولص ونادر عبدالله ورواد رعد ومحمد نور احمد ماضي) وأسماء كثيرة آخر.
إلى تفاصيل أكثر عن الأغنية، الكلام للمتألق (ضياء الميالي) الشاعر الذي يكتب بسهولة وعذوبة وكلماته تحاكي أذواق الناس لعلها المتنفس للخروج من مآزق العيش اليومي وهم على حافة الوجع والقهر والضياع والخيبة. شاعر ذكي حقا عرف كيف يدخل إلى عقول وأذهان الشباب.
لا اعرف كيف ادخل ملحن مثابر ومميز مثل (نصرت البدر) هذه العبارة (بس بس ميو) تبدو دخيلة على الأغنية ولا تمت بأية صلة لها. فلا تزال وتبقى أغنية (سيتا هواكبيان) "تحب لو ما تحب" تسمع والجملة الموسيقية الرقيقة (لا لا لا لا لا ) عالقة في الذاكرة وتحمل كل عبارات المحبة الحنان. أما أجمل مقطع في الأغنية هو المذهب الأول (قلب قلب وين وين غائب عليه يومين لا تغيب أكثر حبيبي راح أموت من الحنين) هذه جملة لحنية رائعة وضعها (البدر) وهي تعيدنا إلى غناء الثمانينات وبالتحديد للملحن الكبير (جعفر الخفاف) يبدو انه انتهل منه وتشبع من جمله الموسيقية لما لا إذ يعتبر (الخفاف) مدرسة بالموسيقى والألحان فنحن تواقون لسماع الحان من هذا القبيل.
صوت الشاب (محمد سالم) صوت جميل وخامة تمتلك موهبة غضة ستبرز على الساحة الغنائية لكن بعد صقل الصوت والموهبة بالمتابعة والتأني بالاختيارات. حيث خرج كثيرون من المطربين الآخر الذين طواهم مع أغنياتهم الزمن القياسي الفتي بلا شيء يذكر.
مشكلة المخرجين العراقيين هو التقليد الأعشى لأغنيات المطربين العرب وهي بعيدة عن واقعنا لذلك جاء الإخراج نمطيا جدا جدا . ولا يحمل ماهو جديد فلو صورت الأغنية في احد الأحياء الشعبية في بغداد مع فتاة تحمل في عينيها الخجل والابتسامة الهادئة لكان شيئا أحلى.
ملاحظة هامة/ ذكرت أغنية (سيتا هواكبيان) لدلالة على خلود هذه الأعمال رغم إدخال جملة موسيقية غريبة وليس من باب المقارنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق