عماد محمد شريف.... فنان الرياضة في كركوك


المدرب والحكم الدولي (عماد محمد الجباري)

يمكن وصف الأستاذ (عماد محمد) بأنه صاحب قلم رياضي رشيق بالغ الحضور، أما عموده الأسبوعي فهو بمثابة ملح أسبوعي، يضفي إلى أبطال الرياضة معلومات قيمة، كذلك هو مهراس عسجدي ترشف منه ذائقة القارئ،  فحروفه الواضحة والرئيسية تبحث عن جسم رياضي سليم، بأحدث الطرق. وهذا نابع من فكر و رؤية رياضية ونتاج خبرة طويلة الأمد، ناجعة التجارب. لذلك تجده هو الوحيد في كركوك و العراق صاحب القلم في هذا الاختصاص.

<!--more-->
من المؤكد أن مرحلة شبابه كانت حافلة بالأقاصيص العديدة، وقد صرح أنه تعلم فنون الرياضة، وهو ابن الرابعة عشرة ووصف الأمر أنه: (فن أحببته منذ بكارة عمري وكان يحثني على ذلك والدي (رحمه الله) خاصة انه كان بطل كركوك في لعبة الزورخانة).
منذ الطفولة، كان قائدا لنفسيه، ويرم دائما أن يتصدر المقدمة، وفي الصفوف الأوائل  فأبى إلا أن يكون قائدا ومدربا مثابرا، فتأثر بشخص الإمام (علي بن أبي طالب) كرم الله وجهه والخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، واتخذهما مثالا للقوة والإرادة والإنسانية واتخذ من مواقفهم النبيلة والصادقة سراجا منيرا يحمله أينما حل وذهب.
كانت رياضة بناء الأجسام رغبة، وأصبحت ولعا بشغف، ثم صارت مهنة احترف بها الرجل وما زال يعطي فهيا وهو المدرب الذي دفع إلى الواجهة  أغلب نجوم رياضة بناء الأجسام في كركوك والعراق. فعندما وجد ضالته في رياضة بناء الأجسام  أسس أول قاعة رياضية أهلية في العصر الحديث وهو مركز اولمبيا الدولي.
لكل شخص عصامي مبدأ وفلسفة في الحياة وقضية يجاهد من أجلها، وقضيته هي أن يخدم أبناء جلدته وبلده ووطنه العراق الذي حمله في أم أعينه، فمنذ ولوجه نادي (سولاف) الرياضي في سنة 1970 وحتى الآن، يعمل ما يرضي الله ورسوله وأهله والناس. أما نيله أولى شهادة دولية في العام ،1984 فكان منعطفا هاما في حياته الرياضية.
لم يكتفِ بثقافته الرياضية فاطلع على الفن والأدب عن كثب، وقراء  (المتنبي، عنترة، أبا نؤاس، احمد شوقي ونجيب محفوظ )، وكذلك في الرسم والنحت تعرف على فن (جواد سليم،  محمد غني حكمت، مايكل أنجلو وفان كوخ) فهو يعتبر الرياضة حالها كحال الفن،  فالرسام مثلا يعبر عما بداخله ليرسمه ويظهره للناس، فعندما رسم (جواد سليم) العراق وعرضه في نصب الحرية واستنفر جنوحه وإحساسه وصهرهما في هذا الجدار الأزلي، وعاش ومات فقيرا وهو يعرف ذلك.  كذلك الرياضي الذي يستنفد كل قدراته وطاقته للظفر والفوز، لتكتمل الفرحة شعبية وجماهيرية، يبقى الانجاز الرياضي خالدا خلود الدهر.
من ناحية أخرى لا يشغل نفسه بغير ثقافته الرياضية، فأنت لا تراهُ ولن تراهُ في جلسة حوارية، أو ندوة أو أي ميدان آخر خارج دنياه الرياضية، التي يعيش لها راهبا يعطيها كل ما يملك من الإخلاص والفهم والمثابرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق