(علي درويش) يخلد فن الكاريكاتير في كركوك


(علي درويش ،غيلان، سوزان)

من خلال شغفه بكل أشكال الفنون، كالمسرح والموسيقى والرسم، ولج الفنان المبدع (علي درويش) عالم الكاريكاتير، ليضع هناك العلامة الفارقة لهذا الفن في كركوك، ويترك بصمته الخاصة فيه، ولتأتي المرحلة المتميزة بهذا النوع الذي اختص به لنقد الواقع السقيم، من جراحات المواطنين وهمومهم، والتي تمس يوميات حياتهم من فقر وجوع وحرمان، وسرقة في وضح النهار وأمام الملء، إلى الفهم الجديد الخاطئ للدين، وتسييسه من قبل السياسيين، إلى الفساد الإداري والفساد الفكري، وهذا امتداد طبيعي لموهبته الفذة وإبداعيه اللامحدود.
لم يكن من السهل ان نصل أنا وزميلتي الست (سوزان أنور) إلى القاعة التي احتضنت باحتها المعرض، في وقت افتتاحه، فبعد المسافة حيث مكان القاعة في منطقة إسكان بعيدة نسبيا عن مركز المحافظة، وكذلك عملية بناء واعمار الطرق والجسور التي تشهدها كركوك حالت دون ذلك. يتصور القارئ عندما أقول باحة قاعة المعرض حجم القاعة الكبير، وهو عكس ذلك بكثير فالقاعة صغيرة جدا لكنها كبيرة بعلي درويش، واللوحات الرائعة، والحضور، الذين أصروا على التمتع عن كثب بالوزن الفني القيم، وهذا الكم من العطاء.
تجولنا أنا وزميلتي سوزان، فراحت تتمعن في اللوحات كما رحت اسرح أنا ومن جاء لمشاهدة هذه المواضيع الحساسة والجريئة، التي قال البعض عنها لكنني لم أر فيها إلا ما هو واقعي وصريح. راودني الفضول ان اسأله بعض الأسئلة
وإذا به فنان مميز جدا، له أسلوبه الخاص في الملبس، هادئ الكلام، جميل النظرات، مرحبا بك من بعيد بابتسامات خجولة، لأخلاق الفنان الصادق المرهف، الذي يعطي كل ماهو مبهر للفن اقتربت، منه ورحب بنا كان سؤالي الأول هو.
س/ماهي الأفكار والمواضيع التي تضعها نصب اهتمامك لمدينة كركوك؟
*/ لابد ان أقدم كركوك في أعمال بوضوح، وان ارسم من خلال طريقتي الخاصة ما يدور في خلجاتي، لهموم المواطنين ومعاناتهم، وهذه رسالتي في الفن، ومن ثم نستطيع ان نبرز مشاكل ثانوية قريبة منا لأننا نعي ونعلم حجم معاناتنا أكثر من غيرنا.
س/ما الذي يقوله (علي درويش) عن معرضه الشخصي اليوم؟
*/ هو معرضي الشخصي الخامس، حاولت ان أتناول عدة مواضيع من عدة اتجاهات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية ودينية، وهو ديدني في ذلك.
 س/المكان والقاعة ألا تجدهما بعيدان عن مركز المحافظة كذلك حجم القاعة الصغير؟
*/ هذا حال الفن في كركوك تصرف الأموال الطائلة على الفن الهابط المبتذل. والفن النابع من أعماق واحتراق الفنان لا يقدر بثمن، حتى لو قدر بثمن، فثمنه بخس جدا.
 س/ثمة صورة في المعرض شدت انتباهي هي صورة الأقنعة المتبادلة بين الصديقين؟
*/ أجابني بابتسامته الهادئة:
 (ترجمة عن التناقض الذي تشهده حياتنا الاجتماعية ووقعنا. فبعضهم امامك يمتدحوك ويتقاول خلفك شيء آخر).
س/مالذي تتمناه للفن في كركوك؟
*؟ الصدق، الإحساس، والسمو به, كي نعتلي منصة الحياة الفنية والأدبية المزدهرة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق