واحة الحب والحنان تلغي فرضية السراب

                                                            السيدة (لمياء جورج)

تلقيت دعوة طيبة، من واحة الحب والحنان، لحضور حفل افتتاح معرضا للصور، وسوقا خيريا، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، في قاعة المنتدى العائلي في كاتدرائية "قلب يسوع". بالطبع مثل هذه الدعوات لا تقبل الاعتذار، أو التأجيل، رحبت بكل فرح، ودون تردد، لسببين. أولا: لأنني ناشط في هذا المجال. وثانيا: هذه النوعية من المعارض إنسانية وهادفة لا تعتمد على ضجة إعلامية وفبركات منظميها لدوافع مادية.
حضرت المعرض عصر الخميس، حيث غاصت القاعة بالحضور المميز، مدخل القاعة لوحة معبرة تحمل صوراً مثيرة للنشاطات والفعاليات، التي أقيمت لدعم وتطوير قدرات المعاقين، وزجهم لممارسة نشاطاتهم ودفعهم  لحب الحياة. المعرض بجماله المتواضع، قد تحول الى واحة غناء، تفوق الوصف والخيال عندها رنت كلمات تولستوي في ذهني (بالجمال وحده ننقذ العالم). استقبال جميع القائمين على المعرض بابتسامة مع انحناء متواضع. وجدت اهتمام بالإنسان المريض الذي يحتاج إلى مكان إنساني وتعامل إنساني قبل ان يحتاج إلى فحص وتشخيص، كل شيء في الواحة موجود، لكن قبل هذا وجدت احترام آدمية المريض. نعود للمعرض على اليمين تنتصب حديقة جميلة من نباتات وأشجار وأزهار فاتنة رصت ورصفت بمهارة وإتقان، تليها زينة وأغراض الأعياد المجيدة المزكرشة الزاهية الألوان، ثم صور وتماثيل السيدة العذراء والسيد المسيح "عليهما السلام". وبعدها ملابس حكيت بأيادي رقيقة وخيطت باتقان مبهر. دعمها المادي قليل ولا تدر الكثير من المال لكنها تعطي بالمقابل الكثير من الحماس والاندفاع لعمل الخير وتذكرنا بالاخر.
قابلت هناك العاملين في الواحة من شباب وشابات وراهبات هم عقد لؤلؤ يزين عنق الواحد خلية نحل تفرز عسل المحبة والسلام، وما جذب اهتمامي المحور الأساس في هذه الواحة السيدة النبيلة (لمياء جورج) التي آبت وكعاتها وكما عرفتها من قبل، ان تعمل جاهدة وخلف الكواليس ممتنعة بتصريح لأي قناة تلفزيونية كي لا تساوم في العمل الإنساني على حساب جراح أحبتها وأبنائها، كما تصفهم والتي يروم الكثيرون لاعتلاء على أكتافهم وجراحهم التي اندملت بالواحة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق